Monday, January 25, 2010

الرأي العام الفلسطيني وأثره على تحديد التوجهات السياسية لصناع القرار وعملية صنع القرار السياسي الفلسطيني

الرأي العام الفلسطيني وأثره على تحديد التوجهات السياسية لصناع القرار وعملية صنع القرار السياسي الفلسطيني

فراس عبد الله أحمد صليح

بأشراف
د. رائد نعيرات -
لجنة المناقشة
1. د. رائد نعيرات / مشرفاً ورئيسا 2. د. أيمن يوسف / ممتحناً خارجياً 3. أ. د. عبد الستار قاسم / ممتحناً داخلياً
153 صفحة
الملخص:

يعتبر الرأي العام من الأمور الجوهرية والأساسية في عملية الحراك السياسي لأي نظام من الأنظمة، فالرأي العام يتفاعل بشكل تبادلي مع صناع القرار السياسي، يؤثر ويتأثر. ولكن عملية التأثير والتأثر هذه ليست عملية ثابتة ومتشابهة في مختلف الأنظمة السياسية، فهناك بعض الدول والأنظمة السياسية التي تعطي الرأي العام مساحة واسعة من الحركة والحرية، وتمكنه من التأثير بقوة وفاعلية في النظام السياسي وتراكيبه المختلفة. وهناك أنظمة سياسية ودول أخرى تعمل على تضييق مساحة العمل والحركة والتفاعل للرأي العام، إذ تعمل على حرمانه من حقه في المشاركة السياسية، والتأثير على النظام الحاكم، وإيصال توجهاته وتطلعاته لصناع القرار. وبين هذا وذاك، تتدرج الأنظمة السياسية للدول في طريقة التعامل مع الرأي العام.

من هذا المنطلق، جاءت هذه الدراسة لتبحث في تلك العلاقة التبادلية بين الرأي العام وصناع القرار السياسي في فلسطين، بهدف التوصل إلى تصور واضح لطبيعة تلك العلاقة، وللمدى الذي يؤثر به الرأي العام الفلسطيني على صناع القرار السياسي، وإيضاح دور صناع القرار السياسي الفلسطيني في تحديد توجهات الرأي العام الفلسطيني، ومدى الاستجابة له. وفي سبيل الوصول لذلك، عمل الباحث على دراسة وتحليل الرأي العام الفلسطيني من جوانب مختلفة.

وبناء على ما تقدم ذكره، جاءت فرضية الدراسة الأساسية مفترضة أن الرأي العام الفلسطيني تصنعه القيادة السياسية الفلسطينية الموجودة في مواقع صنع القرار، سواء للأحزاب أو السلطة الرسمية، وهي التي تتحكم في تشكله وتحديد توجهاته. وتفرعت من هذه الفرضية الأساسية، فرضية فرعية أخرى، وهي أن الرأي العام الفلسطيني يعتبر بغالبيته رأيا عاما منقادا، بحيث يسهل توجيهه، والتحكم به وفق توجهات بعض الفئات النخبوية الموجودة في الواقع السياسي الفلسطيني.

ولبيان مدى صحة تلك الفرضيات، اعتمد الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي في دراسة وتحليل مركبات الدراسة المختلفة. فقام الباحث بعملية وصف وتحليل لمجموعة من الأحداث البارزة والجوهرية التي حدثت خلال الفترة التي يغطيها البحث، ولها علاقة وثيقة وتأثير كبير على موضوع البحث.

وقد تناولت هذه الدراسة الرأي العام الفلسطيني وأثره على توجهات صناع القرار السياسي، خلال الفترة الزمنية الممتدة من العام 1993م إلى العام 2006م. حيث جاء التركيز على هذه الحقبة الزمنية لما تحمله من تغيرات جوهرية في الحياة السياسية الفلسطينية، ولعل أبرز تلك الأحداث: الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، واتفاقية إعلان المبادئ في أوسلو، والانتخابات الرئاسية والتشريعية الأولى والثانية، ووفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

أما الحدود المكانية للدراسة، فقد اقتصرت الدراسة على دراسة وتحليل موضوع الدراسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م.

لقد تم تقسيم الدراسة إلى خمسة فصول، تناول الفصل الأول هيكلية البحث، بما تتضمنه من مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها، وأسئلتها، وفرضياتها، ومنهجيتها، وحدودها المكانية والزمانية، وأدواتها، وكذلك استعراض للدراسات السابقة، المتعلقة في موضوع الدراسة.

الفصل الثاني جاء ليبين الإطار النظري للبحث، فاستعرض الباحث التعريفات المختلفة للرأي العام، كما وتناول تقسيماته وأنواعه المختلفة، هذا بالإضافة لاستعراض خصائص الرأي العام وآليات تكوينه والعوامل المؤثرة به.

الفصل الثالث تناول خصائص ومركبات الرأي العام الفلسطيني والعوامل المؤثرة به، والتي كان من أبرزها: الثقافة السياسية، والأحزاب والتنظيمات السياسية، ووسائل الإعلام الفلسطينية.

في الفصل الرابع من الدراسة عمل الباحث على توضيح أثر الرأي العام الفلسطيني على توجهات صناع القرار السياسي، وبين الباحث من خلال ذلك أبرز الطرائق والأساليب التي يستخدمها الرأي العام للتأثير على توجهات صناع القرار السياسي، كما وبين كفاءة الرأي العام الفلسطيني في استخدام تلك الوسائل والأساليب للتأثير على توجهات صناع القرار السياسي. كما بين الباحث نقاط القوة ونقاط الضعف التي يمتلكها الرأي العام الفلسطيني، والتي تساهم بشكل كبير في تحديد قوة تأثير الرأي العام على توجهات صناع القرار السياسي الفلسطيني.

في الجزء الأخير من الدراسة قام الباحث باستعراض تعريف النخبة بشكل عام والنخبة السياسية بشكل خاص، كما قام الباحث بدراسة وتحليل نظرة صناع القرار السياسي الفلسطيني للرأي العام وتقييمها له، وذلك من خلال تحليل مجموعة من المقابلات التي أجراها الباحث مع عينة من صناع القرار السياسي الفلسطيني.

من كل ما سبق ذكره، توصل الباحث إلى مجموعة من الاستنتاجات والإجابات لفرضيات الدراسة، فقد تبين أن الرأي العام الفلسطيني يعتبر في غالبه رأيا عاما منقادا، تحركه وتؤثر به مراكز القوى والتأثير المختلفة الموجودة في النظام السياسي الفلسطيني، وبالتالي فإن تأثير الرأي العام الفلسطيني على توجهات صناع القرار السياسي يعتبر ضعيفا وهزيلا ومحدودا. ولكن وعلى الرغم من ذلك يرى الباحث أن الرأي العام الفلسطيني يمتلك من عناصر القوة، ما يؤهله مستقبلا للقيام بدور حيوي وفعال في الحياة السياسية. ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد من تضافر الجهود والعمل الدءوب وعلى مختلف المستويات لتطوير وتفعيل دور الرأي العام في الحياة السياسية، فلا بد من العمل على توعية الرأي العام الفلسطيني لما يحيط به من متغيرات، وزيادة إشراكه في مؤسسات العمل المدني، ورفع مستوى ثقته في القدرة على التغيير، والاستمرار في تطوير المناهج الدراسية الفلسطينية، لتكون دافعة حقيقية نحو تحسين وتطوير الوعي المجتمعي والسياسي باتجاه أكثر ديمقراطية وشراكة.

النص الكامل

No comments:

Post a Comment